المدارس الفنية العالمية
المدرسة التأثيريةنشأت في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر وتعتبر آخر مرحلة من مراحل الفن كتقليد مباشر للطبيعة يستخدمون الألوان الأكاديمية التي كانت تستخدم في مراسم الفنانين بشكل تقليدي متعارف عليه خرج الفنانون إلى الطبيعة وأدروا إن يسجلوا تأثير الضوء عند سقوطه على الأجسام الأساسية والبعض ادمجها والبعض الآخر خاض في استخدام الألوان في أسلوب تحليلي واعتمد على العين في أن ترى اللون في النهاية مندمجا كانت ثورة التأثيرين هي بداية الثورة ضد الاعتقاد السائد بوجود حقيقة موضوعية عن الطبيعة ويمكن رؤية هذه الثورة في أعمال فان جوخ وجوجان وسيزان فقد وضع هؤلاء بعض الأسس التي تعتبر بذورا للفن الذي اخذ اتجاهه بعد ذلك وقد وضع هؤلاء الفنانون حياتهم بتأكيد المظهر الخارجي بصورة اعتمدت على السرعة الزمنية وقد أوصلنا هؤلاء الفنانون الثلاثة إلى محاولة محددة لخلق نوع حديث من التصوير له طابع حر وقد كانوا هم بوادر الحركة الوحشية نتيجة إقامة معرض لهم سنة 1904م في صالون الخريف بباريس .
المدرسة الوحشيةوتعتبر هذه الحركة ثورة ضد التعاليم المتحجرة في الأكاديميات قاد مسيرتها هنري ماتيس ومعه مجموعة من الفنانين المشهورين منم جورج رووه – وراءول دوفي – ومريس فلمنج وأكدت هذه الحركة الألوان الصارمة وأبرزت الحدود الخارجية للأجسام المرسومة وحرفت في المظهر الطبيعي لتبرز الانفعالات بشكل واضح وتميزت أعمال هنري ماتيس بالقيم الزخرفية ولم يبعد كلية الطبيعة ولكنه صورها بطريقة مبسطة ومن أهم مميزات هنري ماتيس اهتمامه بالفن الشرقي وبخاصة الفارسي وبالمخطوطات كذلك لن يكن يعبأ كثيرا بأصول المنظور بقدر اهتمامه بالألوان وملامس السطوح والأشكال الزخرفية وكان بارعا في الألوان بشكل يلفت النظر وفي الحقيقة أن ماتيس يعتبر من الفنانين الفرنسيين الذين نجحوا في إعطاء التراث الشرقي في الفن معنى متميزا جديدا .
المدرسة الساذجة والتعبيرات البريئةوهناك جماعة من الفنانين يعتبرون شعبيين وكانوا يلقبون أحيانا بفناني أيام الأحد نسبة لأنهم كالهواة يرسمون في أيام الإجازات وتقترب فنونهم من الفنون الشعبية الخالصة التي تحرر من كل القيود الهندسية المعروفة كالمنظور والظل والنور وتخرج رسومهم عادة ساذجة لأنهم يعتبرون بفطرتهم عن الموضوعات التي تثيرهم بطريقة تشبه إلى حد كبير ما يتبعه الأطفال عند تعبيرهم بالرسم عن كثير من الموضوعات ومن أهم هؤلاء الفنانين هنري روسو الذي تميزت أعماله بالبراءة والسذاجة وكان موظفا بالجمارك وإنتاجه الذي حققه في وقت فراغه يرتبط إلى حد كبير بإنتاج بعض السرياليين الذين جاءوا بعده وصفة رسومه البدائية ساعدت في أن يتذوق الجمهور بعض الأعمال الفنية لغيرة من الفنانين الذين يسمون أحيانا بالبدائيين الحديثين .
ماتيس هنري
الحركة التكعيبيةلم تستمر الحركة الوحشية كثيرا إذ إنها انتهت تقريبا بانتهاء سنة 1910 م وبدأت في حوالي سنة 1908م وكن على رأسها بابلوبيكاسو وجورج براك وغيرهما إن من أهم ما كان يشتغل سيزان قبل وفاته سنة 1906م هو الطبيعة المعمارية للأجسام حتى انه كان يعتقد إن أي جسم طبيعي يمكن إن نرسمه إلى معادلة الهندسي كالمخروط أو الكرة أو القطع الناقص حتى انه كان يعتقد إن أي جسم طبيعي يمكن إن نرسيه إلى معادلة الهندسي .. وظهرت في بعض رسومه الأخيرة اتجاهات هندسية واضحة وقد بدأ التكعيبيون في أول حياتهم يطبقون نظرية في كثير من صورهم التي يسميها النقاد التكعيبية المسطحة وهي عبارة عن تحول الأجسام المجسمة إلى عناصر هندسية وتطورات هذه العملية إلى العناية بملابس السطوح حتى إن عجينة التصوير لم تعد كافية ليستخدمها الفنانون في التعبير فبدا كثير منهم يدخل ورق الجرائد ونشارة الخشب وبعض الحبال والأزرار كعناصر في خلق وحدة الصورة والتكعيبيون في هذه الناحية لهم مذاهب شتى ما زالت بعض متاحف العالم تحوى محاولات بيكاسو وبراك وجوان جري الأولى والتي كانوا يحاولون فيها التعبير عن الأشكال بخلا صات هندسية قوامها المستطيل والمثلث وبعض الأجسام التي كانوا يجدونها متناسبة وتعبيراتهم كورق الكوتشينة وسمارات الأخشاب وغيرها من المواد ...
ووجد بعد ذلك إن التكعيبية بشكلها المسطح إنما جعلت التصوير ذا طابع هش لذلك بدا يفكر هو أيضا في نوع جديد من التكعيبية يمكن تسميته بالتكعيبية المجسمة فالمسطحات الهندسية تحولت المجسمات هندسية ووجه الإنسان قد يظهر على بيضة واذرعه على شكل اسطوانات والقدمان على شكل مخروطين ويظهر الجسم في الغالب أسطواني الشكل وهو أشبه ما يكون بالنحت الزنجي الذي له هذا الطابع الهندسي والصورة التكعيبية عادة لا ينظر إليها صاحبها من ناحية واحدة وإنما ينظر غليها من جوانب متعددة ويضعها كلها فوق بعض ويجعلها تشف أو تحجب ما وراءها وما زالت هذه الحركة التكعيبية تمارس بأساليب مغايرة إلى الآن وقد انتشرت خارج فرنسا وتأثر بها بعض الفنانين الفرنسيين المعاصرين .
المدرسة التجريديةإن التحليل الهندسي للأجسام كان تمهيدا طبيعيا للحركة التجريدية في الفن إذ ن ترسيب الأشكال الطبيعية إلى معادلها الهندسي إنما هو في الحقيقة تجريد لمظهر العارض وتأكيد لجوهرها الدائم ولذلك فإن التجريديين كانوا يبدءون بالطبيعة ثم يأخذون في تطويرها شيئا فشيئا لإزالة المظهر العارض وتأكيد القيم التشكيلية الدائمة وكان بيكاسو أحد الرواد الأوائل في هذا الاتجاه أيضا وترتبط بالنزعة التجريدية النزعة الأخرى المسماة باللاموضوعية والتي يعتقد أصحابها بان الموضوع الخارجي بمظهرة لا قيمة له والقيمة كلها في العلاقات بين الأشكال بصرف النظر عما تشبهه هذه الأشكال في الطبيعة فالمدرسة اللاموضوعية تجاهلت الموضوع إطلاقا وأكدت العلاقات الفنية في ذاتها وكان من روادها الأوائل مون دريان الذي أكد العلاقة الأفقية والراسية وأخرج الصورة من أطرها التقليدية وقد أثرت فلسفته على واجهات العمارات والمحلات التجارية وكثيرا من المصنوعات الحديثة كذلك يرتبط بالحركة اللاموضوعية المدرسة التي نشأت في ألمانيا تحت اسم الباوهوس والتي حاولت تكييف الخامات الطبيعية تكييفا موضوعيا لخدمة الإنسان وانتهت إلى خلق فن تجريدي تعبيري شاهدناه في المقاعد والمناضد وكل أنواع الأثاث وغير ذلك من الفنون الفرعية ومن بين فناني هذه المدرسة باهول ناجي .
المدرسة السرياليةجوهر هذه المدرسة يختلف عن المدارس السابقة في اهتمامها باللاشعور يعتقد أيضا هذا المذهب بأن الأشياء التي ندركها بشعورنا لا تمثل في الواقع إلا خمس الحقيقة وأما الأربعة أخماس من الحقيقة فيستتر في اللاشعور وقد أعطت هذه المدرسة فرصة للأحكام وأحلام اليقظة بأن تتحقق في صورة مغلقة رمزية ولذلك فالفكرة السريالية تعتمد على التداعي الطليق للأفكار بشكل لا شعوري وهي تؤلف بين الأشياء بلا منطق واضح وإنما يمكن تفسير صورها في النهاية إذا حاولنا أن نغوص قليلا في أعماق اللاشعور وتوغلنا في كيان الفنان وماضيه ويعتمد الواقع عند الفنان السريالي على حياة هذا الفنان الخاصة ولو أن العض منهم يؤكد أهمية اللاشعور العام في التعبير ومن فناني هذه المدرسة المشهورين سلفادور دالي وماكس ارنست وكريكو ومارك شاجال قد سجل بيكاسو في بعض اتجاهاته صورا تنتمي لهذا المذهب .
المدرسة الاجتماعيةفي خضم الثورات التي حدثت في بعض أرجاء العالم لا سيما في المكسيك ظهرت بوادر حركة فنية تنادي بأن الفن لا ينبغي أن يكون للفن دائما بل لا بد أن يكون للمجتمع وكان على رأس هذه الحركة الفنية – دييجو رفييرا – والفاروسيكيروس وهم يعرضون على الجدران بالفرسك لوحات كبيرة تعبر عن نضال الشعب المكسيكي وعن ماضيه وحاضره والصور تعطى موازنة واضحة للملايين من الناس بين حياة الاستغلال والحياة الاشتراكية واضطر الفنانون عند تصورهم لأفكارهم أن يلتزموا ببعض القيود كإبراز مظاهر الأجسام الطبيعية وفي بعض الحالات كان يلجأ دييجوا رفييرا إلى نقل الوجوه بشكل الفوتوغرافي للدلالة على شخصيات معينة والجدير بالذكر أن هذه اللوحات يشاهدها الزائر في دور الحكومة وعلى جدران المصانع والمدارس والمؤسسات والبنوك ودور الكتب .
ويظهر من المدارس المتقدمة مدى التعدد والفن الذي يعيشه عصرنا والذي يسجل انتصارات للعقلية المبتكرة في الميدان التشكيلي في القرن العشرين.
RUSH.ROSH@YAHOO.COM